top of page
بحث
صورة الكاتبBooks عناوين

أفعال الكلام في شعر البردوني (دراسة تداولية)

عرض || هشام شمسان/ عناوين بوكس:



○ مصطلح "تداولية"، يأتي من الكلمة اليونانية "" (pragma)، والتي تعني "فعل" أو "أمر" أو "شيء". وهذا الاسم يشير إلى التركيز على العمليات الفعلية، أوالتفاعلية التي تحدث في سياق التواصل اللغوي.

وتعد نظرية التداول فرع من دراسات اللغة، يهتم بدراسة كيفية استخدام اللغة في سياق التواصل الفعلي، وكيف يتم فهم المعنى في هذا السياق.

وتركز التداولية على العلاقة بين اللغة، والسياق الاجتماعي، والثقافي والمعرفي، وتشمل مفاهيم التداولية عدة جوانب ومفاهيم أساسية، بما في ذلك العملية الاتصالية، والمعنى في السياق، والأدوات اللغوية، والقراءة بين السطور والإضمار، والأفعال اللغوية، أو الأفعال الكلامية (موضوع بحث المؤلفة) والتي يركز التداوليون فيها على كيفية استخدام اللغة للقيام بأعمال لغوية مثل الإطلاق، والتوجيه، والتحذير، والتعليق، والاستفهام، وغيرها، وكيف يتأثر المعنى بنوعية هذه الأفعال اللغوية.

وفي دراسة التداولية، تُستخدم العديد من الأدوات اللغوية، للتواصل والتفاعل. منها: الأفعال (مثل؛ "يتحدث"، "يقول"، "يفهم"، "يشارك"، "يسأل"، "يعلن"، وغيرها.. وكذلك الأسماء المشار بها إلى الكائنات ووصفها؛ مثل "شخص"، "مكان"، "شيء"، "فكرة"، "مشكلة"، "فرصة"، وغيرها) ومنها الظروف التي توضح الزمان، والمكان، والطريقة، والحالة. كذلك العبارات والتراكيب الجملية، والأشكال التواصلية، وغيرها من الأدوات اللغوية التي تحفل بها النظرية التداولية .

وفي منهج التداولية، يتم تمييز ثلاثة أنواع رئيسية من الأفعال الكلامية هي: الفعل اللفظي، والفعل الإنجازي، والفعل التأثيري. وقد اعتمدت الباحثة اعتماداً شبه كلي على هذه المستويات الثلاثة، التي تمثل أساس دراسة الأفعال اللغوية (الكلامية) في كتابها البحثي عن البردوني في ديوانه " جواب العصور"..

○ كتاب "أفعال الكلام في شعر البردوني" دلفت إليه مؤلفته "نوال عبدالله الشاوش بمقدمة تحدثت فيها عن أهمية المنهج التداولي في المنهج الدرسي اللغوي، ومنه دلفت إلى التمهيد، الذي تناولت فيه التداولية من حيث المفهوم، والنشأة، وأفعال الكلام، ومنطلق الأفعال الكلامية عند المحدثين .

▦ الكتاب توزع في ثلاثة فصول (كل فصل ينتهي بخاتمته)..وقد تناولت الكاتبة في الفصل الأول- المكون من مبحثين- خطاب أفعال الكلام، من خلال موضوعات: الخطاب– السياق- الإشاريات- القصدية- الافتراض المسبق- الاستلزام الحواري.. منتهية في خاتمته إلى مجموعة من النتائج نأخذ منها :

•"ارتباط خطاب أفعال الكلام بالأسلوب الشعري بخاصيته المجازية الرمزية، ولم تخل بنيته الكلية من التلميح والإضمار، ومؤسسة على كثافة دلالية وعلى كثرة في قصوده المضمرة"

•"خضعت أفعال الكلام إلى خصوصية ذات الشاعر المتكلم رسميًا من حيث توجهه الثوري والنقدي الساخر"

•استقامت القصدية مع طبيعة الصوغ الخاصة للفعل الكلامي لتستهدف منجزات متلائمة مع القصدية القبلية بما يحقق التأثير والإقناع.

•أسهمت التعبيرات الإشارية في تقديم أدلة هادية في توجيه مقاصد أفعال الكلام مثلما هي قرائن للتفسير والتأويل" .

▦ في الفصل الثاني، المعنون بـ(أفعـال الكـلام المباشرة في ديوان «جواب العصور»)، والمؤلف من مبحثين؛ أيضاً، ناقشت فيه: الإخباريات – التعبيريات- الوعديات – الإعلانيات .. وخلصت إلى نتائج، منها:

•"أن قصائد ديوان الشاعر ثرية بالأفعال الكلامية المباشرة المنجزة قصدًا وتضمينًا."

•"أن الأفعال الكلامية بكافة تقسيماتها في ديوان البردُّوني قد وثقت الوقائع والأحداث إخبارًا وإعلانًا، تعبيرًا ووعدًا، وارتبطت جميعها بالمتكلم/الشاعر (الذات)، وذوات شعرية أخرى مثّلت صوت المجموع أيضًا."

•"تماهي الأفعال الكلامية المباشرة وتداخلها مما أدى إلى صعوبة تصنيفها في قصائد الديوان والوصول إلى منجزاتها القصدية وأغراضها التداولية، وبنوع من التقريب تم الاستدلال عليها من خلال السياق والقرائن."

•أن الغلبة من تلك الأفعال المباشرة كانت للإخباريات التقريرية ومن ثم التعبيرية؛ لما لها من وقع على المتكلم، وإبراز المستوى التأثيري على المتلقي، ليأتي اهتمام المتكلم بالمنجزات الدلالية ووظيفتها الإنجازية منعكسًا على ألفاظه، وتعبيراته، ومقاصده الواردة في قصائد الديوان."

•"أن الغلبة في المنجز الوظيفي للفعل الكلامي المباشر في ديوان الشاعر كانت للتهكم والسخرية، سواء في القوة المنجزة المباشرة أو في الاستلزامية غير المباشرة، وهو ما يؤكد التوجه النقدي لخطاب البردُّوني."

▦ وفي للفصـل الثالث، والذي اختارت له عنونة "أفعال الكلام غير المباشرة في ديوان «جواب العصور»، نطالع مبحثين تدارست فيهما الباحثة دوال الاستفهام – الأمر – النهي-النداء – التمني – الترجي . وفي ختامه عرضت استنتاجاتها المتعلقة بالتحليل، ومنها هذه النتائج :

•"شكّلت الطبيعة الحوارية الغالبة على بنية الفعل صورة كلية أسهمت في تكوين نصوص القصائد، وتوجيه القراءة الدلالية المطلوبة، وضبط درجة الإنجازية وطبيعتها المتمخضة عن الفعل الكلامي."

•"ظهر المنحى الوظيفي الشكلي للأفعال غير المباشرة في صورة توجيهية، تم فيها توجيه المخاطب إلى فعل شيء ما."

•"جاء التشكيل اللغوي لدى البردُّوني زاخرًا بالأفعال الكلامية غير المباشرة بوصفها منجزات طلبية اتجهت صوب الأساليب الإنشائية.

•"ارتبط الاستفهام بشعر البردُّوني ارتباطًا وثيقًا، ليشكّل فعلًا لغويًا مؤثرًا وفاعلًا بين بنيات الأفعال الطلبية غير المباشرة التي خرج بها إلى معانٍ استلزامية متعددة الأغراض والمقاصد."

•اتضح أن الأفعال الكلامية غير المباشرة ما هي إلا حلقة متصلة من حلقات التصوير النفسي، والحيرة والقلق، التي عكست نفسية البردُّوني، ليسعى من خلالها إلى البحث عن المفقود أو حضور فاعل في الوجود، لترتبط إنجازيتها بتغيير الواقع، وإنشاد الغد الأفضل."

--------------------

بطاقة الكتاب:

- العنوان: أفعال الكلام في شعر البردوني

- المؤلف: نوال عبدالله علي الشاوش

- دار النشر، عناوين بوكس، القاهرة.

- الطبعة الأولى: 2023

١١٠ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page