عرض || هشام شمسان/عناوين بوكس:
○ في هذا الكتاب تنطلق الباحثة عائشة عبدالله المزيجي، من المنهج البنيوي الشكلي؛ لتحليل النصوص الروائية المحددة؛ متخذة من تقنية الوصف مجالاً لدراستها؛ باعتبار هذه التقنية كما تقول الباحثة: "متسعة البروز على الساحة الأدبية، كماً وكيفاً، في الألفية الثالثة، بتوظيفها لأساليب السرد، ولها دور بنائي، منها الوصف الذي تم الوقوف على مدى مشاركته في بناء الرواية بين جيل الرواد وكتاب اليوم. وكان من النتائج دوره وفاعليته عند الرواد، وارتقاء هذا الدور لدى كتاب اليوم، حتى كاد أن يوازي أدوار عناصر الرواية. وفي هذا تكمن أهمية هذه الدراسة" (ص12)
○ مما يجب أن ننوه به في هذا الجانب، هو أن تقنية الوصف في البنيوية الشكلية، توفر أدوات فعالة لفهم هياكل النصوص الروائية، وتحليلها بشكل متعمق؛ إذْ توظف هذه التقنية لاستكشاف العناصر اللغوية في الرواية، مثل الأشخاص، والأماكن، والأحداث، والتفاصيل الوصفية، وتحليل العلاقات البنيوية بين هذه العناصر، ودراسة الأساليب السردية المستخدمة في الرواية، مثل التعددية الزمنية، والنقل السردي، والتوجيه الروائي، والأسلوب اللغوي، الإيحائي، إلى جانب عناصر الزمان، والمكان، وعناصر الطبيعة، والرؤية الروائية، والأصوات السردية؛ بوصف العلاقات البنيوية بينها، وكيفية تأثيرها على هيكل الرواية، وتداخلها مع بنية النص، وهو مايساهم في فهم تركيب الرواية وتنظيمها، وطريقة سرد الأحداث، وتأثيرها على العمل الروائي، بشكل عام..
○ نشير إلى أن الباحثة استندت في دراستها على عدد من كتب السرد التي تناولت تقنية الوصف ضمن تقنيات السرد، ومنها:
♢ "خطاب الحكاية لــ(جيرار جينيت) الذي قدم وجهة نظره انطلاقًا من أن الصورة الوصفية ليست وقفة تقطع سير السرد؛ بل وقفة تأملية تتزامن وإيقاع الأفعال السردية وتقدم رؤية".
♢ "بناء الرواية لـ(سيزا قاسم) وفيه عرض وتحليل للوصف وأنواعه ووظائفه في نماذج من الرواية الواقعية تنظيراً وتطبيقا"
♢ "بنية الشكل الروائي لـ(حسن بحراوي) الذي وقف على الصورة الوصفية تنظيراً وتطبيقاً على نماذج من الرواية المغربية"
-♢ "بنية النص السردي لـ(حميد لحمداني)، وتطرقه لتداخل الوصف والسرد، ووظائف الوصف التزيينية والتفسيرية والتصويرية"
♢ " تهجين الاتجاه في سرد ما بعد الحداثة، للدكتورة آمنة يوسف، وفيه تنظير وتحليل أنواع الوصف.
♢ الصورة الوصفية والسردية والمجازية والسينمائية في نماذج من الرواية، "تقنيات السرد بين النظرية" والتطبيق" للدكتورة آمنة يوسف.. (ص12-13).
○ وفي كتابها- الذي تألف من اكثر من 230 صفحة- تناولت الباحثة بالدرس، والتحليل عدداً من الروايات اليمنية، منها:
- "يموتون غرباء" و "صنعاء مدينة مفتوحة"، لمحمد عبد الولي.
- "حمار بين الأغاني"، و"فيلسوف الكرنتينة"، لمؤلفهما، وجدي الأهدل.
- "ظلمة يائيل، و"مصحف أحمر"، لمؤلفهما، الغربي عمران
- "سوق علي محسن" و"صنعائي" لنادية الكوكباني.
-الجد «قوسم"، لمؤلفها، أحمد مثنى.
- "لعنة الواقف"، للروائي، ياسر عبد الباقي.
- "إنه البحر" لصالح باعامر .
وقد اشتملت الدراسة البحثية على ثلاثة فصول رئيسة:
▦ الفصل الأول: الصورة الوصفية. وفيه مبحثان:
- أولاهما؛ دُرِست فيه الصورة الوصفية لدى الرواد؛ متفرعا إلى دور الصورة في التعريف بالشخصية، وكذا الصورة الوصفية الإيحائية، واتخذت من "ثنائية وصف الزوجة/ العشيقة" موضوعة للتحليل، في كل من روايتي "يموتون غرباء" و "صنعاء مدينة مفتوحة"
- وفي ثانيهما دُرِست الصورة الوصفية لدى كتاب اليوم، وفيه عرجت الباحثة، أيضاً، إلى "دور الصورة في التعريف بالشخصية، والصورة الإيحائية. وكانت رواية "لعنة الواقف" ، أنموذجاً درسيّاً.
▦ تضمن الفصل الثاني، المعنون بـ( الصورة السردية والتقاطبات المكانية) مبحثين. الأول: في علاقة الصورة السردية والمكان المغلق، والمفتوح. (الغرفة، والشارع)، وكانت رواية «حمار بين الأغاني» لوجدي الأهدل، و" ظلمة يائيل" للغربي عمران، أنموذجان للتناول التحليلي .
أما المبحث الثاني، والمعنون بـ( الصورة السردية، والمكان الأعلى، والأسفل، والمكان الواسع والضيق)، فقد سُلّط الضوء فيه على خمس روايات، هي: ظلمة يائيل، ومصحف أحمر ، و"سوق علي محسن" و"صنعائي"، وفيلسوف الكرنتينة.
▦ الفصل الثالث، تناول الصورة المجازية، وفيه مبحثان:
الأول: الصورة المجازية عند الرواد، تضمن تصوير الطبيعة، مثل وصف الريح والليل بداية السرد، ووصف الطبيعة وسط السرد. ووصف القمر، والسماء، الرياح، والظلام، والشمس بداية ووسطًا. واتخذت الكاتبة من رواية "الجد «قوسم" نموذجاً للدرس .
- في المبحث الثاني، توقفت المؤلفة عند "الصورة المجازية لدى كتاب اليوم"، وفيه تعرضت إلى العناوين الفرعية الآتية :
- تصوير الطبيعة، بداية سرد الرواية في رواية "حمار بين الأغاني"
- تصوير المكان الواقعي المفتوح بداية السرد
- تصوير المكان الواقعي المفتوح / المغلق، وسط السرد في "رواية ظلمة يائيل".
- الصورة المجازية والزمن النفسي في "رواية سوق علي محسن" و "إنه البحر" لصالح.
○ من النتائج التي توصلت إليها المؤلفة في ختام بحثها:
- "يستقل مقطع الصورة الوصفية عند الرواد عن السرد التالي، أو السابق لها، أما كتاب اليوم حين تأتي الصورة مندمجة مع السرد، تدعى بالصورة السردية، وفي كلا الحالتين للصورة وظيفة بنيوية."
- "في تفرد كتاب اليوم في الرواية اليمنية بالصورة السردية دون الرواد، دلالة على مستوى تمثلهم لاتجاه الرواية الحديثة."
- "تتجلى اللغة الشعرية المجازية في الرواية اليمنية بوصفها رواية معاصرة، على الرغم من عمرها القصير مقارنة بالرواية العربية والعالمية، وإن بدا التفاوت في الكم والكيف في توظيف هذه الصورة المجازية بين الرواد وكتاب اليوم."
- "يغلب الكيف على الكم عند توظيف الصورة المجازية الاستعارة والتشبيه لدى كتاب اليوم، فوصف المكان أو الزمن لديهم بلغة شعرية إشارة لنوع الحدث، أو لحالة الشخصية الداخلية، التي نستدل عليها بطريقة غير مباشرة. فتصبح الصورة المجازية أعمق في المشاركة في بناء الرواية، مقارنة بتوظيفها لدى الرواد."
- "يغلب الكم على الكيف عند توظيف الصورة المجازية لدى الرواد في المكان، الشخصية، الزمن، وتبدو مع كثرتها على مدى المقاطع الوصفية وكأنها مكررة، وتعزى الرؤية السابقة إلى كون عمل الرواد الروائي هو مستهل الإنتاج اليمني، فكان حرص المؤلف على استثمار ما لديه من قدرات بلاغية أسلوبية؛ مظنة إثراء النص بها، وتغطية أية قصور فنية قد يظهر فيها، بما تضفي الصورة المجازية من جمال يمتع المتلقي."
- "يغلب الكيف على الكم لدى كتاب اليوم، وعلى الرغم من محدودية الصورة المجازية على مدى المقاطع، تقوم بدور التوسيع من دلالة المكان، الزمن، الشخصية حتى توحي بالحدث، وتسهم في بناء الرواية، خاصة الاستعارة التي تمكنها من الانزياح عن حقيقتها بواسطة الخيال."
- "الصورة المجازية عند كتاب اليوم لا يقتصر إيحاؤها على المقطع الواحد، بل يسري في جميع المقاطع بحكم الحدث المتصاعد، والشخصية المتنامية غير المسطحة، وفي تشكيل المكان الملتصق به ماهية الحدث وصفة الشخصية. أما الرواد فلا يتعدى إيحاء الصورة المقطع الواحد، واشتملت المقاطع على عدد من الصور بتراكيب ومفردات متقاربة، حاملة لونا واحدا، تبعا لماهية الخبر الغالب في الرواية."
- "يتجه كتاب اليوم نحو تجسيد المجرد، فكانت صورهم أعمق في الايحاء والتأثير، يقابل ذلك ندرة التشبيه والمقارنة الحسية لديهم".
-------------------
بطاقة الكتاب :
-العنوان، "الوصف في الرواية اليمنية المعاصرة" (دراسة بنيوية)
- تأليف: عائشة عبدالله ناصر المزيجي
- دار النشر، عناوين بوكس، القاهرة
- لوحة الغلاف: للفنان محمد الهبوب
- المقاس: 14.5 × 21.5 سم
- الطبعة الأولى: 2023
Comments