كتب، هشام شمسان/عناوين بوكس:
في كتابه " ترند" وبقايا قهوة فارغة" يسعى الكاتب والصحفي اليمني سيف عسكر المثنى، لمناقشة موضوعات مركزية، تدور حول قضايا، ومفاهيم متعلقة بالتحديات، والتحولات الفكرية، والفلسفية، والاجتماعية، والتغيرات السياسية، التي يجب أن تمر بها المجتمعات العربية، وتتوقف معظم تلك الموضوعات عند تساؤلات جوهرية حول المرأة، والجنس، والدين، والإلحاد، والعولمة، والثقافة العربية المعاصرة؛ فيكشف فيها المؤلف عن نظرة نقدية للتقاليد، والقيم الدينية، والاجتماعية العربية؛ مشيرًا إلى ضرورة إعادة تقييم هذه التقاليد، والقيم، وتجديدها؛ لتناسب التطورات، والتحولات الاجتماعية الحديثة في بلدان متقدمة.
▦ الكتاب يتطرق إلى مواضيع حساسة، وجريئة مثل التابوهات الجنسية والسياسية والدينية، والدعوة لضرورة تحطيم الاستبداد في هذه المجالات؛ مشيراً إلى القيود والتحفظات التي تفرضها المجتمعات على التعامل مع المواضيع الجنسية بشكل عام، بسبب من التقاليد، والأعراف، أو القيم الاجتماعية التي - برأي الكاتب- تجعل من الصعب على الشباب- والفتيات خصوصاً- التعبير عن الرغبات بحرية.
▦ يعتقد الكاتب بأن تحطيم هذه التابوهات يعد جزءًا من النضال من أجل الحرية، والمساواة، والتقبل الاجتماعي، لاسيما فيما يتعلق بالنظرة للمرأة؛ حيث يرى الكاتب ضرورة تغيير النمط التقليدي للتفكير الذي ينظر إلى المرأة بصورة أقل قيمة، ودونية(عورة) بما يحد من حقوقها وحرياتها الشخصية، وتشمل جهود تحطيم هذه النظرة الدونية إزالة التمييز والعنف ضد المرأة، وتعزيز قدراتها الذاتية، وحقها في الاختيار، والحب، والزواج بمن تحب .
▦ مقالة " ترند" (عنوان الكتاب) يستكشف المؤلف من خلالها تأثير الثورة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، وكيف أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي منبرًا للتعبير عن الروح التمردية للشباب العربي، وتشكيل ثقافته الجديدة ..
▦ الجزء الثاني من الكتاب، يخط فيه المؤلف مجموعة من الحكايات المليئة بعضها بالتوتر الجنسي والغرائزية المتمردة، وتتمحور بعض تلك الحكايات في بيئات عدائية للحب، وللحرية الشخصية، والجنسية، بحيث يؤثر هذا العداء على علاقة المرأة بالرجل، وعلى مشاعرها كإنسانة، فتنتهي تلك العلاقات على نحو مؤلم، وقاس، وموجع، ينعكس أثره على المرأة خصوصاً، التي قد تلجأ للانتحار، وإزهاق روحها إرضاء للمعتقدات، والقيم البيئية التي تحيا في ظلها ..
▦ الحكايات تسلط الضوء على قسوة الحياة، والظروف المؤلمة التي يواجهها أبطالها، ويضعون أنفسهم فيها، ومثل هذه الحكايات هي ما دفعت الكاتب لإثارة قضايا عميقة، وجريئة، تثير التساؤلات حول مدى تأثير العوامل الاجتماعية والثقافية على التربية، والنشأة، و تدعو (في خلفياتها) إلى وجوب خلق بيئات، ومجتمعات، وعوالم، تتصالح فيها العلاقات البشرية، مع بعضها البعض، وتتخذ فيها العادات والتقاليد، والدين، أطراً حضارية متقدمة، تأخذ فيه المرأة حقوقها الشخصية، والعولمية الكاملة.
............
▦ الكتاب الذي جعله الكاتب في جزئين (مقالات - حكايات) صدر حديثًا عن دار عناوين بوكس، في (94) صفحة، من القطع المتوسط، واحتوى على نحو عشر مقالات، وسبع حكايات، بعضها متصلة بحكاية واحدة .
Comments