عناوين بوكس ..
كتب، هشام شمسان
▦ أربعة عشر نصاً سردياً قصيراً، بـ(88) صفحة، جمعت فيها القاصة أسماء سليمان مابين القصة القصيرة، والخاطرة الشعرية، التي تفصل بين كل نص سردي، وآخر ، وحرصت فيها الكاتبة على مقاربة الموضوعات وفقاً للمكونات الخاصة بطبيعة الحكاء السردي؛ بحيث تتحرك الأحداث، والشخصيات تبعاً للحالات النفسية، والاجتماعية التي يتألف منها المبنى الحكائي ..
ففي مجمل القصص التي تؤلف نسيج العمل المكتوب نلمح موضوعات من القهر، والمعاناة، والطفولة، والزواج، والذات، وعوالم الغربة، ومحاولات الانعتاق، والتحرر من سلطة المجتمع والبيت، والشارع، وكلها، أو في معظمها صور سالبة، عدا النادر الذي يلمح منها الصورة الموجبة، لكن جميعها مأخوذة من مرجعيات ارتبطت بالواقع، المتصل بلزوم اليومي (الحياة اليومية)، والهامشي(التفاصيل، والجزئيات الصغيرة التي يتولد منها قضايا كبيرة) .
ولو تأملنا في بعض القصص القصيرة في هذه المجموعة كما في: " لأنني أنثى" و "بلا قلب" و "عمْر في مرآة" و " لي أمنية" سنجدها بنيت على خلفيات أخلاقية، وتربوية (أسرية، ومجتمعية) تجعل من الرجل، أو الأسرة، أو المجتمع المتحكم الوحيد في المرأة، ويحق له أن يلغي حريتها، وحقها في الأحلام، وصناعة المستقبل، وله الحق أن يحرمها من حقوقها الشرعية، ويتسلط عليها، ويعرضها للإقصاء والتهميش من واقع أنه الأعلى، وهي الأدنى، أو من واقع أنه الذكر، وهي الأنثى فحسب .
▦ وبالتوقف عند اللغة الساردة، ومستوياتها البنائية للحكاء ، نجدها صيغت بأسلوب سهل كاشف للمعاني، لاتغوص في شعرية القصة، التي تحول النص إلى نسيج كتابي ذي لغة عائمة، وغامضة، وإنما انصبت الصياغة الكتابية على مفاهيم إيصالية محضة، تتسم بالمرونة اللغوية، والنحو إلى الفصيح القريب من ذهنية المتلقي.
ويحسب للقاصة أن لغة الحوار بين الشخصيات، اقتصرت فيه على الفصيح من اللغة، ومن النادر، أن نجد حواراً يعتمد على المنطوق العامي الشعبي بين شخوص القصص .
▦ قدم للمجموعة القصصية أديب اليمن وشاعرها الدكتور عبد العزيز المقالح، الذي أشاد بالعمل، واعتبره من الناحية الموضوعية: " دفاعاً حاراّ عن المرأة، هذه الأنثى التي تعرضت عبر القرون الماضية للإقصاء، والتجاهل، والإخفاء، لا لشيء، إلا لأنها أنثى.. " ( مقدمة المجموعة).
▦ "خطوة على إيقاع منفى" هي أول مجموعة قصصية، للكاتبة أسماء سليمان، وصدرت مؤخراً عن دار" عناوين بوكس" في ( القاهرة) بـ(88) صفحة من القطع المتوسط، وأهدتها الكاتبة إلى " ذاكرتي المشروخة التي لم تعد تتسع لأحد سواه.." (الإهداء) .
▦ سبق للكاتبة أسماء أن أصدرت عملين أدبيين هما:
- "موت لم يكتمل" (نصوص مفتوحة) ، عن نادي جازان الأدبي، والدار العربية للعلوم في لبنان ، 2015
- "سرير شاغر للموت" (رواية) ، عن دار مسارات للنشر والتوزيع، الكويت ، 2016.
Comments