top of page
بحث
  • صورة الكاتبBooks عناوين

"رحلـة الأخويـن" لعلي بلحمر: روايـة وظيفية في قالب حكائـي توثيقـي



كتب، هشام شمسان (عناوين بوكس):


قد أكون أول من يستعمل توصيف" رواية وظيفية" ؛ لإعطاء هذا العمل البعد الفني  المناسب، بالنظر إلى الأدوات التي عولجت بها أحداث الحكاية، وهذا التوصيف الفني  يعود لكون "الرواية" - في رأيي- لايقوم فيها السرد وفقاً للمفهوم المعاصر للرواية الفنية، أو الرواية الأدبية الإبداعية بتقنياتها المعروفة، بوجه عام؛ لوقوع المكتوب كله في بنية الحكاء، والسرد القائم على تقريرية الأحداث، وسيريتها، وتساوقها على نحو منتظم، وموحد، وبدون تغذيتها بالخيالات المهمة؛ حيث هيمن  السرد فيها على كل مفاصل المحكي، فكان صوت الراوي هو الصوت الأعلى، المسيطر على  شخوص الحكاية، وأبطالها، وخبا الحوار فيها بشكل لافت.

ولم نجد للمرأة دوراً في هذا العمل؛ فظهرت بشكل عابر، وخافت، وحيي .

وكل ماسبق يعود- برأينا- إلى أن الكاتب لم يكن همه- كما يبدو- سوى كتابةٍ توثيقية، وتأرخةٍ ذاتية لسيرة قبلية أسرية، ثم التوثيق من خلالها لرحلة أخوين من أبناء تلك القبيلة الحضرمية المعروفة بـ(سبيان) ؛ فلجأ- مضطراً- إلى القالب السردي (نموذج الحكاية)؛ ليكون متنفساً لمعلوماته، ومروياته؛ وهو ماجعل من الكاتب لايلتفت لمفاهيم، وتقنيات الحبكة المركبة، والعقدة، والذروة، بمنظوراتها الفنية المعاصرة، وإنما بمنظور ومفهوم الحكاية، في أبنيتها البسيطة ..

حتى أن العنوان " رحلة الأخوين من حضرموت، إلى الحجاز" ،  شفَّ بوضوح عن البداية، وما آلت إليه النهاية، فلم يتموضع في سياق "الـروايـة" ،بل في سياق وظيفية "الحكاية".


▦ قسّم الكاتب، علي أحمد "روايته" إلى أحد عشر فصلًا، أو لنقل أحد عشر قسمًا، لكونه اتبع فيها نظام التتابع الحكائي، ولم تكن فصولا، بنظام التقطعات الفنية، كالحذف، والاسترجاع، والتقديم، والتأخير، للأحداث ..الخ .

وفي مجمل "الرواية" كنا نلمح الكاتب يتوقف عند أفكار مستخلصة، ونتائجية، أعدها الكاتب رسائل وعظية، أو دروسا يجب أن تصل للشباب، عبر معطيات الأحداث التي واجهت بطلي الرواية، وكيف تم تخطي جميع عقبات الحياة؛ وصولا لإحراز الهدف الغائي من الرحلة .


▦ "رحلة الأخوين من حضرموت إلى الحجاز" هي حكاية شقيقين - بدأت رحلتهما الاغترابية إلى الحياة، نهاية العقد الأول من القرن الماضي، وكانت حضرموت هي موطن الانطلاقة لتلك الرحلة الطويلة، والعميقة.  غربة تركا من أجلها الأهل، والوطن، في سبيل البحث عن لقمة العيش، ورغد الحياة، وإسعاد الأهل؛ فكانت الحبشة هي موطن الإقامة الأولى..

فما الذي حدث للأخوين في غربتهما الأولى، وما الخسارات التي مُنيا بها الأخوان عند محاولة العودة لبلادهما من موطن الغربة الأولى ؟

  ثم كيف استقر بهما المطاف  أخيرا في الحجاز، موطن الغربة الثانية.؟

  حقائق أليمة ، وأخرى سعيدة، تتكشف من خلال هذا العمل، في رحلة تمتد جغرافيا من حضرموت، إلى الحبشة، وانتهاء بأرض الحجاز .

فهل استقر المقام بالأخوين في أرض الحجاز، للأبد ، أم عادا، بعد رحلة طويلة إلى موطنهما الأول؛ ليموتا ، ويدفنا فيها ؟


▦ العمود الفقري للرواية يقوم على قضية الاغتراب، من أجل كسب الرزق، وتحسين الواجهة المادية، والعائلية، والقبلية.

- ونلمح في هذا العمل عددا من العناصر أهمها : السياحة، والتعلم، والتجارة، والتعرف على حضارات أقوام آخرين، والاندماج بهم تأثرا، وتأثيرا، إلى جانب تبادل الخبرات، والمهارات الحياتية.


▦ الكتاب من إصدارات دار "عناويــن بــوكس" ، القاهــرة، ويقـع في ( 60) صفحة، من القطع المتوسط .

ويُعد هذا العمل هو الأول لكاتبه، الحضرمي "علي أحمد بلحمر" .

٢٤ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page