عناوين بوكس
كتب، هشام شمسان
----------------
▦ " قمريات بلون مختلف" هو أول ديوان ينشره الشاعر اليمني- المقيم في تركيا- أنس الحجري .
ويتضمن الكتاب (22) نصاًّ شعرياًّ، ومقدمة للدكتور، فارس البيل. ويقع الديوان- الذي أهداه الكاتب إلى الدكتور عبد العزيز المقالح، وصدر حديثاً عن دار " عناوين بوكس" في (108) صفحات، قطع متوسط .
▦ تتكئ النصوص الشعرية لديوان أنس الحجري على خمسة أوزان عروضية خليلية هي الكامل، والبسيط، والسريع، والخفيف، والمتقارب، وتتشكل فنياًّ بين نمطين شعريين هما: البيتي، والتفعيلي.
وتتميز لغة النصوص باستحضارها الفني لطاقات التخييل، والتوظيف البلاغي، المتآزر بين الإيقاع، والرؤيا، في بنى القصائد كلها؛ بحيث يؤديان معاً إلى تأليف رقعة من النسيج الشعري أكثر إيحاءً، وتنويعاً في إنتاج الدلالة، وتتفاعل فيها التشكيلات الشعرية على نحو متناغم مع التجربة النفسية؛ مستخدماً فيها الشاعر المحمولات الإسقاطية، والرموز التصريحية، أو الكنائية، ومحمولات التداعي، وأسلوب الاكتناز، والكشوفات المضمونية، المعتمدة على طاقة الإيحاء..إنه شعر يُحرك، ويدهش، ويستفـز المخيلة.
▦ وفي المضمون المَـتْني، كان الوطن هو الموضوعة المسيطرة، وهو المحور المركزي، والمهيمن على كل القصائد، بمحمولاتها التعبيرية، وأبعادها الموضوعية الإنسانية، والحياتية، والوجدانية، ورسم من خلالها الشاعر كل ما يعتريه من مشاعر الحزن، والحنين، والآمال، والأحلام، ومشاعر القلق، والامتعاض، والخوف، والفزع، والتفاؤل أيضاً، وبما يعكس الحالة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية في هذه الرقعة الوطنية من الخارطة الجغرافية، والإنسانية للشعب اليمني؛ متخذاً من صنعاء رمزاً شعرياً، وموضوعياً، يدين من خلاله واقعاً مأزوماً، حافلاً بالهزائم النفسية، والقبح، والزيف، والظلام، والجوع، والحصار، والموت، والاحتراب، وهو ماجعل الشاعر في قلب الأحداث، وديوانه مبسوط على خارطة الوطن كله .
وإذا كانت صنعاء لدى "أنس الحجري" هي الرمز المشار به إلى اليمن كله، فلأنها المعادل الموضوعي لوجود الذات، والانتماء لليمن، فيحل به، وتحل به؛ لهذا نجد في أعطاف شعره كماًّ طافحاً من الحسرات على وطن منكسر، يعبث به الجميع، من الداخل والخارج، كما نجد كماًّ آخر من الأمل والتفاؤل بالغد :
........
ماذا أقول لصنعاء حين تسألني
عنهمُ.
ألم تدر صنعاء أنهم ثملوا
نبكي ونندب قوماً كلما خرجوا
من معبرٍ مظلم في مثله دخلوا
كأنهم وسْط نارالحرب موقدها
في الأرض ما خلقوا إلا ليقتتلوا
ياسامُ قم لترى صنعاء منهكةً
طغى عليها الظما، والجوع والعللُ
تدور حول مفاهيم مزيفة
كما تدور على العصارة الإبلُ
.......
لاتحسب الأرض عن إنجابها عقرت
من كل صخر سيأتي للفدا جبلُ
ما لغصن ينبت غصناً حين نقطعه
والليل ينجب صبحاً حين يكتملُ
ستمطر الأرض يوماً رغم شحتها
ومن بطون المآسي يولد الأملُ
○○○○○
Comments