.
كتب، هشام شمسان/عناوين بوكس:
○ أخيراً يمكن للقارئ اليمني، والعربي على وجه عام أن يطلع على مذكرات علم من أعلام الثقافة، والصحافة، والأدب، والفن في اليمن، وأن يتعرف على قامة كبيرة وشامخة في سماء الإعلام، وصاحب تجربة متميزة امتدت لأكثر من أربعين عاماً،
○ قرأناه شاعراً، و عرفناه صحفياً، وعهدناه إعلامياً، ومقدِّماً، ومُعداً لبرامج تليفزيونية عدة: ثقافية، وفنية، وأدبية، وفكرية، وسياسية، ولزمنٍ امتد لأكثر من عشرين عاماً (كمذيع، ومقدم برامج).
○ كتب القصيدة الغنائية العاطفية المسموعة، والقصيدة الغنائية الوجدانية المقروءة، والقصيدة الوطنية ، وله في هذا المجال ثلاثة دواوين شعرية .
○ "عاصر أحداثاً سياسية جسيمة في اليمن، وكان شاهداً على أحداث سياسية أخرى كثيرة: شمال اليمن، وجنوبه". سُجن، ولُوحق، وهُدد بالخطف، والتصفية أكثر من مرة بسبب مواقفه الوطنية، وكتاباته التي كانت تقف دائماً إلى جانب الوطن، والوطنيين( بحكم قربه من الساسة، وعمله في صحف رسمية أنذاك؛ حيث كان بعضها محرراً فيها، وبعضها مسئولاً عما ينشر فيها).
• إنه الشخصية الإعلامية، والثقافية المخضرمة، أ. محمود علي الحاج،
ولكي نقترب أكثر من هذه الشخصية الكبيرة- لاسيما جيل الشباب ممن لم يعاصروا، أو لم بسمعوا بها - كان لزاماً علينا أن نكمل بث هذه السيرة الثقافية :
○ فالحاج- وهو المولود في محافظة عدن اليمنية، بدأ عمله المهني محرراً، ومصححاً لغوياً، وسكرتيراً للتحرير في صحيفة( 14) أكتوبر عام 1970، ثم رئيساً لصحيفة "الجُندي" في عدن .
غادر عدن إلى صنعاء عام 1974، خوفاً على حياته، واتخذ من صنعاء مكان إقامة دائمة له.
وعقب حركة( 13 ) يوليو التصحيحية عُين رئيساً لتحرير صحيفة "التصحيح" الأسبوعية، إلى جانب رئاسته لمجلة "اليمن الجديد" الثقافية، الأدبية.
ولكفاءته المهنية ونبوغه الصحفي، واجتهاده، وفطنته، فقد انتقل إلى صحيفة الثورة الرسمية مديراّ لتحريرها، ثم رئيساً للتحرير.
○ الذي لا يعلمه الكثير أن "الحاج" تولى إدارة المؤسسة العامة للصحافة والأنباء، والتي كانت تشمل حينها وكالة سبأ للأنباء، وصحيفة الجمهورية بتعز التي كانت تحت إدارته أيضاً. وظل في منصبه ذاك من (1976)، وحتى (1979)؛ حيث تفرغ بعدها للإعلام المرئي (التليفزيوني)، بإعداد، وتقديم البرامج، فكان أول برنامج يقدمه هو "لقاء مفتوح" ، وبرنامج "سهرة مع فنان"، ثم تفرغ كلية لبرنامج " إكليل" الأسبوعي: الثقافي، الأدبي، الفني، الذي استمر معه حتى 2006 تقريباً، ليغادر بعدها الحاج سماء الإعلام، والصحافة، ويُمنح صفة "مستشار إعلامي"؛ لينكفئ بعدها لجمع شتاته الداخلي، وليطل بين آن وآخر على محبيه من خلال حسابه على الفيسبوك .
○ وهاهو، وبعد خمسة عشر عاماً يقرر أن يلملم شتات ذكرياته- التي كان ينشرها في حلقات مسلسلة على تدوينته - ويضمها في كتاب واحد وَسَمَه بـ(حقيبة الذكريات).
• الكتاب = الصادر حديثاّ عن منشورات "عناوين بوكس" في القاهرة، ويقع في (157) صفحة، من القطع المتوسط = جعله الكاتب في (58) حلقة، يفرد كلاًّ منها للحديث عن ذكرى محددة عنَّت له بشخوصها، ومشاهد تفاصيلها المكانية، والزمانية.
▦ لم يسِرْ الحاج في كتابة مذكراته وفق الترتيب الزمني المتواتـر، بل جعلها تتداعى بحسب ظهورها للذهن. وما نسي من التداعيات، أو شردت عن باله لحظات التدوين، كان يستدركها في حلقات منفصلة، لايتحكم بها الزمن التتابعي. أما ما كان يستدعي طول السرد فيها، فيقسمها إلى حلقات، وعناوين تتتالى فيها الصفحات .
▦ تطوف بنا المذكرات عبر زمنها الممتد من بداية السبعينات، وحتى نهاية التسعينات؛ لتسجل للقارئ، وتنقل له أحداثاً ، ووقائع، ومشاهد :
•• بعضها يغلف بواقع من الخوف، والقلق، واليأس في زمن سيطر عليه الجلادون، والمتسلطون، وحُكام الهوى؛ فكثرت في أزمانهم ألعاب القتل، والخطف، والتعذيب، والتغييب، والنفي، والإقصاء، والتهميش، مما يُشبـِع نهم البقاء في السلطة، ولو على برك من الدماء؛ فتكشف لنا هذه الكتابات عن فترة سياسية تسودها التقلبات، والانقلابات، والتناحر السلطوي، وتغليب المناطقية على الوطنية؛ مما احدث غياباً للاستقرار السياسي، والأمني- لاسيما فترة السبعينات.
•• وبعضها تـُغلف، وتَشتَجِـر بوقائع ثقافية، وأدبية، وفنية؛ فيستعرض فيها الكاتب أماكن وأزمنة بشخصياتها التي لها ثقلها: الثقافي، أو الأدبي، أو الفني ممن التقى بهم الكاتب، وعاصرهم، وامتزج ببعضهم روحياً بالصداقة مثل : عبد الباري طاهر، والبردوني، والكابتن علي محسن، والشاعر محمد سعيد جرادة، وغيرهم ..
أو ممن كان يراهم، ويلتقي بهم، بالمصادفة، واللقاء العابر، أويقتضي عمله الصحفي مرافقتهم، أو إجـراء مقابلات، وحوارات أدبية، او فنية معهم مثل :لطفي جعفر أمان. أبو بكر سالم .محمد عبده. القرشي عبد الرحيم سلام. أحمد قاسم. الروائي محمد عبد الولي. محمد مرشد ناجي... وغيرهم.
ومن العرب : نجيب محفوظ. محمد عبد الوهاب. عبد الرحمن منيف. دريد لحام. منى واصف . صباح فخري. سعدالله ونوس... وغيرهم .
•• وبعض تلك المذكرات كانت تتسم بطابع "أدب الرحلات" التي تذكرنا بالكاتب العربي أنيس منصور في كتابه "حول العالم في 200 يوم" ؛حيث يصور لنا "الحاج" في رحلاته تلك ماجرى له من أحداث، أوماصادفه من أمور أثناء وجوده في هذه الدولة،أو تلك ، وتشعر في بعضها، وكأنها مذكرات سياحية، فيها الكثير من المتعة، والألفة، وهو يتجول بك من دولة لأخرى، ومن بلد لآخر، وينقل لك مشاهداته : فمن الكويت، إلى سوريا، إلى لبنان، إلى الأردن، إلى كوبا، إلى موسكو، إلى أذربيجان، إلى لندن، إلى باريس إلى الهند ..الخ .
كل ذلك يصيغه لنا "الحاج" بأسلوب سهل، وبسيط، بعيد عن المحسنات اللفظية، أو الصناعة اللغوية، وبدون تحرُّج- أيضاً- من استعمال العامية الشعبية في بعض المواضع التي يراها مفيدة؛ لدعم الموقف، أو المشهد المنقول بالتذكر .
▦ (حقيبة الذكريات) حلقات تؤرخ لنفسية الكاتب، ولبصماته العقلية، والمادية (خارجيًّا)، وتدور حكاياتها، وخواطرها في أزمنة سياسية، وثقافية، واجتماعية متقلبة، ومتحولة، يقتطع منها الكاتب مشاهد، ومواقف كان لها أثرها، وتأثيرها المباشر على انفعالاته، وانبعاثات روحه، ووجدانه، وتفكيره .
Comments