top of page
بحث
  • صورة الكاتبBooks عناوين

"رحلة رأفت".. قصة البحث عن الذات؛ هروباً إلى الجنة الموعودة



عناوين بوكس

كتب، هشام شمسان

------------

في سلسلة السرديات التي تتبناها دار "عناوين بوكس" في القاهرة، صدر مؤخراً أول عمل أدبي سردي للكاتب والصحفي اليمني صقر الصنيدي ..


▦ يستمد الكاتب فكرته التوليدية القصصية من ظاهرة هروب الشباب من أوطانهم المتأزمة سياسياًّ، واقتصادياًّ؛ بحثاً عن المجرات الحلمية، والجِنان الموعودة في بلاد الغرب، وأروبا تحديداً؛ طمعاً في حياة رغدة، ومستقبل واعد في ظل ضيق الأفق في أوطانهم، وعدم الاستقرار السياسي، وغموض المستقبل، وانعدام وجود الدولة، وفشل الخيارات السلمية؛ ناهيك عن شيوع الفقر، والبطالة، والتهميش، وانعدام الفرص بالحياة، والعمل، بما يسهم بشكل كبير، ومباشر في انتشار ظاهرة الهجرة؛ فيختار بعض الشباب المجازفة بأرواحهم، مغامرين بها  من أجل هدف الوصول إلى الجنة التي طالما سمعوا، أو قرأوا عنها؛ موازنين بين الحياة في أوطانهم الممزقة بالخلافات السياسية، والفقر، وبين جنة أوروبا التي طالما حلموا بها. ولكن الكثير  من هؤلاء الشباب تتقطع بهم السبل حين الوصول إلى أوروبا، وتتحطم أحلامهم، وتهزم على  أحجار الواقع، حين يجدون الأبواب مغلقة، وموصدة في وجوههم، فيتعرضون للاعتقالات، والسجن، والعيش في مخيمات، والجوع، والبرد بسبب عدم قانونية دخولهم إلى هذه البلدان ..


يقول الكاتب على لسان الشخصية المحورية:  

" كنت أسمع كثيراً عن دير الزور، بينما نحن في ساحة الجامعة نهتف ضد نظام صالح، كان سكان المدينة وبينهم رفيق الرحلة يهتفون ضد نظام بشار الأسد. بعد عشر سنوات هانحن نسير معاً متخفين، ونستعد لدخول غابة لا ندري إن كنا سنخرج، منها، أحياء، أم أمواتاً ..."


وكأن الكاتب هنا يقرر السبب المباشر الجديد الذي يدفع بمئات، وآلاف الشباب العربي للهجرة من أوطانهم، بحثاً عن الجنة الموعودة،  ليقول من حيث يعلم، ولا يعلم :

" هذا حصاد مازرعته أيدينا " ، وما كنا نظنه تغييراً، انعكس ثبوراً علينا .


▦ فكرة الكتاب الحكائية توثق لرحلة شاب يمني من مدينة تعز، تضطره الحالة اليمنية الموبوءة بالحرب، والموت، وانعدام الأفق السياسي إلى الهجرة باتجاه تركيا، ومنها يغامر بالتسلل إلى أوروبا بطرق غير شرعية، كل ذلك بحثاً عن هوية مأزومة، فقدت ماكان عندها في وطنها، وترنو إلى مستقبل باسمً جديدٍ في بلدان الأحلام . لكنه- وخلال خمسة أشهر؛ سيراً على الأقدام في الغابات، والتلال، والجبال، ومعاناة الجوع، والبرد، والتنقل بين المخيمات- يجتاز مايقارب الـ( 10) دول اوروبية، وفي كل منها يتم اعتقاله، ومطاردته، لكنه، وفي كل مرة، يعيد المغامرة؛ ليجد نفسه- أخيراً- في ألمانيا. ولكن هل كانت هذه الدولة هي الملاذ والمستقر الآمن الأخير، ونقطة النهاية، أم كانت مثل كل المحطات هي أول الطريق..؟


▦  في تصريح صحفي يقول الكاتب عن هذا العمل السردي :"

" رأفت هو تجسيد لكل شاب قرر مجبرًا، وفي لحظة مرتبكة من حياته أن يغادر موطنه دون أن يكون لديه دراية بما ينتظره في الطريق الطويل للوصول إلى ما يظنه حُلماً".

ففي الوقت الذي يسافر البشر بكل يسر حيثما يريدون، يجد اليمني صعوبة في التنقل"

مضيفاً : " أراد رأفت ان يكسر تلك العوائق وأن يصنع طريقه الخاصة عبر قدميه، وخارطة في يده، قاصداً الوصول إلى حيث يجد نقطة النهاية، لكنه يجد أن كل محطة وصل إليها هي أول الطريق".


--------------

عن الكاتب :

صقر الصنيدي، كاتب، وصحفي يمني، درس في جامعة صنعاء، وتخرج من كلية الإعلام عام 2007. ، وبدأ الكتابة في الصحافة اليمنية منذ العام 1999 ..

٣٧ مشاهدة٠ تعليق
bottom of page