top of page
بحث
  • صورة الكاتبBooks عناوين

"قصة الخيمة" للكاتبة رغدة جمال : قصة طويلة في قالب سردي متقن



عناوين بوكس

كتب، هشام شمسان

في سلسلة السرديات التي تتبناها  دار "عناوين بوكس" في القاهرة، صدرت الطبعة الأولى من كتاب ( قصة الخيمة)، للكاتبة، والصحفية والشاعرة اليمنية رغدة جمال .


▦ كتاب " قصة الخيمة" مسرودة حكائية تجمع بين فني الرواية، والقصة الطويلة، ومصاغة بقالب سردي فيه الكثير من الاحترافية بدءً من العنوان الإشاري وانتهاءً بالتختيم الصادم، والواخز للنفس.


▦ تستمد " قصة الخيمة" أحداثها الحكائية من معطيات ثورة فبراير الشبابية في اليمن عام 2011م. تلك "الانتفاضة" التي خرج فيها الشباب مطالبين باجتثاث الفساد السياسي، والمطالبة بالعدالة الاجتماعية، والمواطنة المتساوية، ورفض احتكار النافذين للسلطة، والثروة، وكان شعارها مستمداً من الثورات العربية التي اندلعت في أقطار عربية أخرى :" الشعب يريد إسقاط النظام"، واستمر فيها النضال الشبابي يتفاعل حتى الذروة، وتحقيق الشعار .


▦ "قصة الخيمة" مفعمة بالثورية، والحماس، والعشق المتلازم مع حب الوطن ، وأبطالها فتيات، وفتيان متآزرون، ومتعاونون، ولا ينقصهم حب التضحية، والبذل من أجل ابتسامة الوطن، وجميعهم "تشاركوا حلم النصر، ووجع الخسارة" .

ويظهر ذلك التآزر، والتعاون (فنياًّ) حتى على مستوى عناوين الفصول الـ(13) ؛ حيث تتناوب الشخصيات الرئيسية: (نشوان، أروى، سيف، أحلام) على السرد القصصي، الروائي على نحو أشبه بالسيرة الذاتية، والتسجيل الذاتي للأحداث، وكل فصل منها يفتتح بمقطعية شعرية حماسية مما كان ينشد، ويغنى في مسامرات الثوار . 


▦ الأسئلة التي تنهض عليها الرواية، وتتفاعل حولها حبكة النص السردي، تظل هي مجال اشتغال الأحداث، ودوران الشخصيات الحكائية ؛ حيث تحاول أن تجيب على سؤال رئيسي كبير :

- هل تحققت أهداف هذه الثورة، كما خطط لها، وأرادها الشباب المستقل، وماذا كانت نهاية الأحلام، والآمال، التي بنى الشباب عليها تطلعاتهم المستقبلية للوطن ؟ 

-----------

" أنا ذاهب يا صديقي"
أجبته وأنا أغلق سحاب حقيبتي.
سألني في عدم استيعاب:
"ماذا تعني؟"
وقفت وأنا أحمل الحقيبة والتفت نحوه: "أعني أن دورنا انتهى.. بقاؤنا هنا لم يعد مُجدياً"
سألني باستنكار: "ستترك الخيمة بعد كل ما حدث..؟! "
"ما حدث أنهم باعوا الثورة، تم تقسيم الكعكة، ووجودنا لم يعد له معنى.."

هكذا يلخص أحد أبطال الحكاية، المآلات التي انتهت إليها انتفاضة الشباب المستقل عام 2011م ، والذين كانوا هم أول من أشعل الشرارة، ثم لحق بهم شباب المعارضة، الذين خرجوا بمؤازرة أحزابهم إلى الساحات، وتبعتهم بعض القبائل اليمنية الكبرى إلى ساحات الاعتصام ؛ حيث تدين الرواية اللعبة الانتهازية لأحزاب المعارضة، التي تلفعت بأقنعة الزيف، والظلامية، والنفاق السياسي، وتزيَّت بمفاهيم العدالة، والمساواة، وهي تنسرب إلى صفوف المعتصمين، والمتظاهرين، ثم يفاجأ الشباب بسيطرتها على مقاليد الحكم، وإقصاء الشباب المستقل، والسماح للأنظمة الخارجية بالتدخل في شؤون البلاد، وإدارة الأحداث اللاحقة وفق الأهواء الخارجية، وبموافقة السلطات الجديدة .


من أجواء الرواية :

"وقفت أتأمل أروى وهي تهتف بحماس بين الجماهير، ثم استغللت لحظة صمت. ناديتها فيها باسمها وأنا أشير إليها، أشارت إليّ وهي تقف وتتجه نحوي خارجة من الجهة المخصصة للنساء، ابتسمت لها ونحن نتحرك معاً باتجاه خيمة التوثيق، وأنا أبادرها القول بابتسامة:

أما زلتِ مؤمنة بشعارات أصحاب المنصة..؟!

ألا يكفي كل ما حدث لنا بسبب شعار "حيّا بهم... حيّا بهم..." أجابتني بابتسامتها الساحرة: "أخبرتك من قبل، أنني أحب هذه الأجواء وأحب هذا الشعار" أجبتها: "هذا الشعار الذي خلط بين القتلة والثوار" ردت عليّ:

"نحن نحتاج للدعم من الجميع.. بكل الأحوال. يكفينا هذا الجو الثوري".. أردت أن أخبرها أن الجو الثوري بحق يتمثل في وجودي بجانبها لكني كعادتي احتفظت بمشاعري لنفسي.."


عن الكاتبة :

رغدة جمال: كاتبة، وشاعرة يمنية، وتمارس الصحافة، وتكتب في المجال الثقافي، والفني منذ أواخر العام 2008.


أصدرت ديوانها الشعري الأول باللغة الإنجليزية (طبعة خاصة) عام 2011 ، حمل عنوان (تائهة بين طيات حكاية) Lost in a fairy tale.


- أصدرت ديوانها الشعري الثاني (طبعة خاصة)،  باللغة الإنجليزية، أيضاً، عام 2012. حمل عنوان (عن ثورة ما ... ) Once Upon a Revolution.


حائزة على المركز الأول في مسابقة شاعر جامعة صنعاء (النص الإنجليزي) للعام 2008، والمركز الأول لمسابقة منظمة "ريبريف" (النص الإنجليزي) عن موضوع مناهضة الطائرات بدون طيار العام 2013 .


وتعد رغدة من أوائــل الثوار، ولها عدة مقالات في هذا الجانب، ولها عدة منشورات ونقاشات في صفحة الفيس بوك، فيما يخص اتحاهها الثوري، وخصوصاً جروب المجتمع اليمني ..


▦ تقول الكاتبة عن الطبعة الأولى لـ( قصة الخيمة) :"

هذه قصتي الأولى التي أكتبها هذه المرة باللغة العربية.

أخذت مني وقتاً طويلاً؛  لأكملها، تنقلت فيه ما بين الصحفية.. إلى ربة المنزل.. إلى الأم.. إلى الموظفة..ثم للمُدربة..

ومع كل مرحلة مختلفة كنت أخوضها، كان حلم إتمام هذه القصة هو الثابت الذي لا يتغير.


○○○○○

١٠١ مشاهدة٠ تعليق
bottom of page