top of page
بحث
  • صورة الكاتبBooks عناوين

متلازمـة المـرأة والـوطن في ديوان "راعـي الـذُّود" للشاعـر، رفيق الرضي

عناوين بوكس.

كتب، هشام شمسان


أكثر من (780) نصاًّ شعرياًّ، وزعها الشاعر "رفيق الرضي" في ثلاثة أجزاء، حملت جميعها عنوان (راعي الذود). وتنتمي المجموعات الثلاث إلى مفهوم الأدب الشعبي، في بعده النبطي- الغنائي بمعناه الأدق .

ومن عتبة العنْونة التي حملتها الدواوين الثلاثة (راعي الذُّود) يتضح الخط العام لصوتيات النصوص، والذي يشار من خلالها إلى المحمول اللغوي المستمد من لهجة البدوي (راعي الذود) الذي يعيش على رعي الإبل، والهجائن، فهي -إذن- لهجة منتزعة من وجدان الفلاح الأمي، والقروي  البسيط .

▦ والمتأمل في الديوان- بأجزائه الثلاثة- الصادر حديثاً عن منشورات "عناوين بوكس" في القاهرة، سيجد بأن الشاعر خصص مساحته الأكبر للمرأة : غزلاً، ووصفاً، وجعل فيه الأنثى المعشوقة، محوراً دلالياًّ أول، والسبب كما يقول الشاعر بأن المرأة " هي الملكة، وهي الأميرة، والحاكمة، وهي من بيدها الحياة، بل هي الحياة- حسب تعبير الشاعر- وهي الفاتنة، والمحبوبة، والعشيقة.."

ولكل ماسبق فقد سكب الشاعر  عصارة نفسه في تجليات العشق، والعذوبة، والسحر، والوله، والغرام، والمودة، وواللهفة، والأشواق، والحنين، واللوعة، وانصهر مع "تيمات" الألم، والفراق، والرحيل، والدموع، والشكوى، والتوسل، والجفاء، والحسرة، والعذاب ..

وتتداخل صورة حواء في قصائد هذا الديوان مقرونة بحب الحياة، والحرية، والفضيلة .

فالمرأة في هذا الديوان هي المعادل الموضوعي لمشاعر وأحاسيس الشاعر، المتدفقة بالوجدانية العارمة : يبثها عوالمه الداخلية، والنفسية، مشفوعة بالحاجة الملحة إليها، وهي علاقة غير متكافئة، كما يبدو من تيمات الدموع، والجوى، والسهاد، والهيام، والتوسل، والشكوى، وعذاب العشق :

" عذاب العشق بي دفاق
وهذي حالة العشاق
أحبه، والجوى سباق
ودمعي الحبر، والأقلام
أحبه ياهوى وارُوْق
مهما غاب بي الممشوق
وياراعي الوله والتوق
لها الإحساس والإلهام .."

▦ ومن مجمل النصوص، والقراءة المتمعنة في الديوان، نلحظ أن ثمة متلازمة بين المرأة، والوطن لدى الشاعر "الرضي"؛ فهو كما يتعبد في محراب المرأة، وجمالها، وفتنتها، وسحرها، فهو كذلك مشحون بطاقة حب الوطن من أقصاه، إلى أقصاه : من جنوبه، إلى شماله، ومن شرقه لغربه.

فالوطن في قصائد "الرضي" هو المحبة، وهو السلام، وهو العطاء، وهو الخير، وهو العشق، وهو بلد الحكمة، وبلد الإيمان، وهو بلد الحضارة، والأصالة، والتسامح، والتاريخ :

"الذي بي تعرفوه
أن عشقي لليمن
عشق دايمْ لا يموت
بـالحنَايا بي سكنْ
يا تعز يا حضـرموت
يا الحديدهْ يا عدن
اليمن أرض البخور
والحضاره من زمن
والزمن مهما يدور
الأصاله لليمن
رغم جرحك والظروف
والـمُعاناه والحزَن
في فؤادي والحروف
كُل معنى لك حسن
بـالتآخي والسلام
طب جرحك والوهن
بـالموِدّه والسلام
ينتهي عهد الفتن
بـالتفاوض والحوار
نرفع اعلام الوطن.."

----------

▦ في تصريح إعلامي، يقول الشاعر عن هذا الديوان :" حاولت بأن تكون مجموعة " راعي الذود" الشعرية رسالة بأهمية الوسطية، والاعتدال، كمنهج حياة، وسلوك إيجابي، بقدر ماهي أعمال غنائية .

مضيفاً :" أسعى في هذه المجموعة إلى تقديم نص لا علاقة له بما يجري في الساحة السياسية اليمنية؛ نص أدبي بسيط، يعكس صورة إيجابية عن اليمن، ويحمل رسالة محبة، وسلام لكل شخص يسمع، ويقرأ كلماتي .."

---------

▦  أصدر "الرضي"  ديوانيين شعريين نبطيين قبل "راعي الذود" هما :

شواطئ الذكريات عام 2012، و" مابعد الغروب" ؛ إضافة إلى كتاب نثري بعنوان " مابعد الفشل"  .

○○○○○

٧٠ مشاهدةتعليق واحد (١)
bottom of page